Get Mystery Box with random crypto!

تقدير عسكري/ كيف دخل الاحتلال رفح؟ بعض وسائل الاعلام المتص | د. خالد حمدي

تقدير عسكري/
كيف دخل الاحتلال رفح؟

بعض وسائل الاعلام المتصهينة شككت في قدرة المقاومة وسخرت منها عندما دخلت قوات الاحتلال لمعبر رفح بسهولة خلال الليل سبقتها وواكبتها احزمة نارية شديدة بالطيران.

هؤلاء الاعلاميين لن نرد عليهم، لان مشكلتهم ليست الفهم والاقتناع.

هذا التوضيح هو لجمهور المقاومة من الشعوب العربية.

كانت استراتيجية المقاومة قبل الهدنة الاولى هي المواجهة المباشرة من خلال خطوط دفاعية كثيفة الجند، لمنع الاجتياحات وتأخيرها ورفع كلفتها.
ولذلك تذكروا ان في بداية العدوان كانت خسائر جيش الاحتلال كبيرة في اليوم الواحد . لكن أيضا خسائر المقاومة كانت كبيرة نتيجة التصدي الحديدي على طول خطوط الحدود.
تحت وقع الخسائر الفادحة للاحتلال من الجنود والٱليات اعتمد لمواجهة استراتيجية المقاومة هذه سياسة الأحزمة النارية التي تحرق الأرض بمن عليها لساعات وأيام قبل تقدم الدبابات.

مما تسبب في خسائر كبيرة للمدنيين قبل الهدنة الأولى. وخسائر كذلك للمقاومة.
ولكن تتذكروا كيف كان الاحتلال عاجز عن التقدم امتار قليلة قبل الهدنة، دفع عشرات الجنود ثمن لكل متر تقدم فيه، تقدر خسائر الاحتلال في هذه المرحلة بالٱلاف، وكذلك المقاومة، وكذلك المدنيين.

بعد الهدنة غيرت المقاومة استراتيجيتها واعادت تنظيم مجموعاتها استعدادا لحرب استنزاف طويلة، تهدف لتقليل الضحايا المدنيين، واستنزاف العدو.

استراتيجية المقاومة تحولت لتكون (دعه يدخل و يدفع الثمن لدرجة أن لا يطيق البقاء)

في هذه المرحلة دخل الاحتلال مناطق واسعة من الوسط والشمال .. وهذا ما ادى لتقليل القصف نسبيا .. واعتمدت القسام وقتها استراتيجية البقاء في الانفاق حتى يدخل ويستقر ، ثم تخرج لتصطاده. وتعود. فلا يدرك الجيش متى تحدث المقتلة ولا من فعلها ولا اين اختفى.

وهو الامر الذي استمر حتى نهاية مرحلة خانيونس.
افخاخ وعمليات مركبة مخطط لها وعمليات قنص وتفجير منازل متحصن بها جنود

هذه الاستراتيجية لا تعتمد على التصدي، ولا تمنع الاحتلال من التقدم، لكنها تفتح له المصيدة، وتفجره داخلها.

هذه الاستراتيجية قللت بشكل كبير قصف المدنيين .. فانخفض المعدل من 500 شهيد يوميا إلى 100 او 50
وحافظ على قوة المقاومة وجنودها بشكل كبير.
وفي النهاية أجبر الاحتلال على الانسحاب من كل المناطق والشمال وخانيونس .. دون تحقيق اي انجاز ودون ان يتمكن من دخول حتى مواجهة مباشرة.
جنود الاحتلال دخلوا وخرجوا ولم يستطيعوا حتى رؤية من قتلهم وقنصهم وفجرهم.

منذ لحظة انسحاب الاحتلال وتمركزه خارج المدن بدأت القسام استراتيجية جديدة، (لا تدعه يستقر، لا تدعه يأمن) والمقاومة تعتمد في هذا على سلاحين، القنص، المدفعية.
مدفعية على كل اماكن التمركز طيلة اليوم، كل الفصائل تشارك ولا يحتاج الامر غير هاون صغير ومقاتل واحد ليدك قوات الاحتلال بدون اي ثمن. والقناصة تتسلى على من يظهر رأسه من الجنود او يتجرا على الظهور في مكان مكشوف.

استمر هذا الحال حتى قرر الاحتلال يدخل رفح.
هنا دخلت للقتال لأول مرة كتائب رفح، التي لم تقاتل طوال المعركة إلا قليلا،
وهنا عدنا لاستراتيجية المرحلة الثانية، دعه يدخل، بدون خطوط دفاعية، ودعه يتمركز، ثم انقض عليه.
ولذلك نجد انه بعد 48 ساعه من دخول الاحتلال لمعبر رفح والتخوم الشرقية لرفح، خرجت المقاومة اليوم بهذا الكم من العمليات والقنص وعادت قذائف الياسين والعمليات المركبة وكأننا في اليوم الأول.

القسام هي التي اختارت استراتيجية المعركة، هي التي قررت السماح له بدخول المعبر والتمركز، ولو كانت قررت التصدي له لما كان استطاع الدخول، ولكن التكلفة البشرية من المدنيبن والمقاومة كانت يتكون هائلة.

القسام ليست جيشا نظاميا يمتلك خطوط دفاعية ودبابات وتحصينات ودفاع جوي وطيران، لا يمكن لقوة مشاة أن تمنع اجتياح مدرع يمهد له الطيران ويدعمه تكنولوجيا ومسيرات ووو.

القسام تعرف ما تفعله، وهي تفعله ببراعة، وتنجح فيه.

تحياتنا/ إسناد