2023-01-05 21:57:09
بم التعللُ ?!
نستيقظ سويةً على مشاعل النور الغافية بحنايا البيت القرمزي، بين أحضان العنفوان الحريري على مسامع أناشيد الهوى مستلزمان الغرام بصفوة حب متشابكين بحرية شامخة.
تفاجئت بلفظة الأنفاس الأخيرة في حضني
كيف سال دمها القانت معانق ملابسي وكيف تزينت مشاعر الارض لتنبت بالاقحوان الابيض الزاهي، كيف عانق صوتي السماء بشعلة الخنقة المبحوحة، كيف هزت كياني ذبول يداها بيدي ونامت عيناها بشوق المحب للموت.
أتريد أن تراها يابني ?!
'وكيف يرى أسيراً بقفص الحديد حضن الطبيعة، أياليت روحي فاضت معها، لكن هو القدر يا أبتي قدرُ الله الذي يروي مكبدي بشعلة الصبر القابضة، وأيّ سوءٍ أضاهي وكيف أحمل مصابيح دربي الظلوم الحالك
كيف أناجي شجرة كسرت أغصانها وهابت يبساً! ، والذي جعل في أوردتي دماً ليشتعل حريقاً في جسدي لهوَ أهونُ عليّ مِمّا يصيب روحي الجامحة.'
تروى يابني فالشوق لغائبٍ يشعرك بلذة الحنين يشعرك بحرية القلب الهافت بشعور اللقاء السكري من مرارة علقمِ مامررت به
وأتدري ياصغيري الألم لن يصنع أمل مهما باغته وجاريته، ها هنا... هاااا هنا تتراكم جميع أفكارك في فؤادك الذي لايعدو حجمه قبضة يد، لقد أصابني الحنين كما أصابك منذ عشرون عاماً ولازلت أشعر بكل نبضة وشهيقٍ وزفير بحنين وشوق وغصة كلهبِ نار لظاها يكوي حلاوة أيامي ..
ولكن إلى متى سنبقى نستنشق تراب قبرهما يا أبتي ? ،الى متى سنبقى نزاحم زحام أفكارنا الخالدة، ونشرد طويلاً نغطس بعتمة الليل الطويل وما أطوله وما أبهاه ،جعل من أفئدتنا التي تشبه أفئدة الطير ملتظة كأفئدة الذئاب الضارية لاترحم وترتحم، الويل يا أبتي وأنا جُلّ خوفي من أن أموت مغموساً بدمي ،الويل .. الويل.
آدم السيــد
1.6K views18:57