اختـلَفَ يُونـسُ معَ إمامـهِ الشَّافـعيِّ في مجـلسِ علـمٍ فغـضبَ يونـسُ وتركَ المجلـسَ وذهـبَ إلَى بيتـهِ، وفـي الليـلِ سمـعَ طـارقًا علي بابـهِ فقالَ: مَنْ؟ قال: محمدُّ بنِ إدريسَ الشَّافعـيِّ.
يقولُ يونسُ: واللـهِ ما فـكَّرت في كلِّ من كانَ لهُ هذَا الإسمَ إلا الشافعيَّ، فلمَّا فتحتُ فإذا هو الشَّافعيُّ وخاطبنِيقائلًا: يا يونـسَ تجمعُـنا مئـاتَ المسائـلِ وتفرِّقنا مسألةً واحـدةً فـلا تحـاولُ الإنتصـارَ في الإختلافـاتِ فـواللَّه لكسـبُ القـلوبِ أولـى من كـسبِ المواقـفِ. يا يُونـسَ لا تهـدمْ الجـسورَ التي بنيتَها فربَّما تحتَاجـها يـومًا. يا يونسَ اكـرهْ الخطـأَ؛ لكنْ لا تكـرهْ المخـطئَ، وابغضْ المعـصيةَ ولكنْ ارحم العاصِي. يا يُونـسَ أعلـمْ أنّ مهنتنَا في هـذهِ الحـياةِهي القـضـاءُ على الـمـرضِ لا الـقضـاءُ علي الـمَـرضَـى.
